نداء إلى الأمة .. عاجل

أمة محمد إن ما نحن فيه من تشرذم و فرقة لا يخدم قضايانا ولا يصب في مصلحة أمتنا بل هو السلاح
الحقيقي الذي استخدمه و يستخدمه العدو للنيل منا وقد حقق بهذا السلاح مالم يستطع تحقيقه بآلته الحربية، فهم جبناء في المعارك و إن تطورت آلتهم و تعددت أسلحتهم، بسبب حرصهم على حياتهم الدنيا و لأن قضيتهم التي يحاربون من أجلها غير عادلة.

لقد أدركوا من أين تؤكل الكتف فسعروا نيران الفتن و جعلوا وقودها خلافات طالما تعايش المسلمون بوجودها و لم تكن مدعاة للتناحر و التدابر.

أقول هذا لأني أرى شبابا و طاقات تستنفذ و تهدر في قضايا و صراعات لا تستحق .. بينما القضية الكبرى للمسلمين جعلناها وراء ظهورنا و آخر إهتمامنا ..

عباد الله ..إني أدعوكم لما دعاكم الله عز و جل له "و كونوا عباد الله إخوانا"..

إخواني وأخواتي .. على اختلاف مشاربكم و مذاهبكم ..

إن أمريكا و إسرائيل طغتا في البلاد و أكثرتا فيها الفساد .. و ها هي تبني الجدار الفولاذي بمباركة اللامبارك ..
إصرارا على خنق ما تبقى لإخواننا في غزة من أنفاس .. و إمعانا في إذلالهم .. و تجويعهم ..

و بلادنا بلاد الخيرات و الثروات .. البشرية و الطبيعية .. باستطاعتها أن تفعل شيئا من اجل إخواننا المظلومين في غزة ..

إخوة الإسلام إن ذاك الجدار الفولاذي صنع بأموال أمريكية و تقنيات أمريكية .. و أسواقنا تعتبر أكبر الأسواق التي تضخ فيها البضائع الأمريكية .. إبتداءً بالأغذية و وصولا للأسلحة ..
فنحن داعمين شئنا أم أبينا بشكل مباشر أو غير مباشر للإقتصاد الأمريكي .. فهل يرضيكم ذلك يا أهل التوحيد ؟!
إني أدعوا كل حر يعبد الله وحده دون سواه ويخشاه وحده دون سواه أن يرفع صوته عاليا معبرا عن رفضه لأي دعم كيف ما كان نوعه لأمريكا ..
أناشدكم بالله يا أهل التوحيد يا حملة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أن تعبروا بكل وسيلة تستطيعونها عن رفضكم للظلم و القهر و الإذلال ..
أناشدكم بالله أن ترموا عن كواهلكم أثقال الدنيا والخوف على الأبناء والزوجات والدور والقصور والشهادات
والمراكز الاجتماعية وأن تتقوا الله فما أنتم فيه زائل وما عند الله باق ..
وأنتم في حين تتنعمون بما أنتم فيه يتعذب أناس مالهم ذنب سوى أنهم تمسكوا بحقهم وأبقوا على كرامة أمتنا بصمودهم .. وصبرهم حتى فت الجوع عظامهم بعد أن أكل لحمهم يمسون و يصبحون على الجوع و العطش والقهر أعزة غير أذلة ..

و هم اليوم مهددين في طعامهم و طعام أبناءهم ..
فكيف لكم أن تشعروا باللذة والسعادة وهم على هذا الحال ؟!
أين أنتم منهم ؟ و بماذا ستجيبون ربكم حين يسألكم عما فعلتموه لنصرة إخوانكم ؟
و لو لوحنا لهم تلويحا فقط بسلاح النفط فإن ذلك من شأنه أن يغير مجرى الأحداث ويقلب المعادلة ..

أنا امرأة حرة من شعبك أناشدك بذي العزة والجبروت ذي القوة المعز القادر الذي آتاك ملكك ووهبك عرشك وولاك على رقاب المسلمين واستأمنك على أموالهم أناشدك بالله وعلى رؤوس خلقه أن تعمل ما بوسعك لوقف الحصار الجائر على إخواننا في غزة .. و بيدك الكثير لتفعله ..
و لمجرد التلميح باستعمال سلاح البترول يكفي لوقف هذا الظلم و الجور العظيم ..
(قبل بضعة أشهر .. أوقف القذافي تصدير البترول عن سويسرا و سحب أمواله من أبناكها .. ردا على إتهام إبنه بإساءة معاملة خدمه
فما مرت أيام حتى نزل المسؤولون و قدمت سويسرا إعتذارها .. خوفا على مصالحهم ..)
وقد فعلها من كان قبلك فأرهبهم فكن خير خلف لخير سلف
ولئن فعلتها نصرة للحق ليسجلنها لك التاريخ ولتجدن بها عزا في الدنيا والآخرة بإذن الله ولتشكرن صنيعك أمة الإسلام قاطبة ..

يا علماء الأمة يا سراجها في سراديب الظلام أين دوركم المنشود ؟ و أين ذودكم المعهود ؟
اجتمعوا و وحدوا كلمتكم وارفعوا أصواتكم بالحق فإنكم ستسألون ..

يا أبناء أمتي لبوا النداء وتوبوا إلى الله مما سلف وأروه من أنفسكم خيرا ..

أنا امرأة منكم تنادي فيكم الدين والنخوة والرجولة فهل بقي فيكم شيء من دينٍ أو نخوةٍ أو رجولة ؟؟
إلى متى ونحن متلبسين ثوب الذل والهوان أما آن لنا وبعد أكثر من ستين عام أن نقول لبيك فلسطين لبيك غزة لبيك دماء الشهداء ؟؟


أقول قولي هذا استنهاضا لهمم الرجال وشحذا لعزائم الأبطال ومعذرة لرب البرية فإنه ما عاد يسعني السكوت
ولباطن الأرض خير من حياة الذل والهوان ..

أسأل الله لي ولكم منازل الشهداء وأن يجعل هذه المطالبة وهذا النداء جهادا خالصا لوجهه ..