[color=orange][size=24]
في قديم الأزل ... و قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض ...
كانت هناك جزيرة تسكن فيها كل المشاعر ... الجيد منها و السيء ... الجميل و القبيح ...
و ذات يوم ... جاء السأم و خيم عليها كلها ... لمَ لا و لا يوجد أي شيء يفعلونه ...
فقام المرح منتشيا كعادته يرفرف في أنحاء المكان ... و اقترح عليهم أن يلعبوا لعبة ...
و اتفقوا على أن يلعبوا لعبة الاستغماية (Hide & Seek) ...
فاختاروا الشك ليكون الباحث ... و لكن وقع الجنون من أول لحظة ...
لمَ لا و هو لا يلبث أن يختبئ في مكان حتى يقوم يجري في كل الأنحاء كالمجنون ...
فقاموا بإخراج الجنون ليكون هو الباحث ...
و انطلقت المشاعر لتختبئ ...
فاختبأ الكبرياء في أعلى مكان فوق الجبل ..
و اختبأ التواضع تحت أحد النباتات المعرشة ...
و اختبأت الدونية في قاع بركة من الطين ...
و اختبأ الكره في البركان القريب ...
و اختبأ الكرم في البحر ...
و اختبأ الصبر خلف إحدى نبتات الصبار ...
و ظل الخوف يجري مبتعدا بأقصى سرعة عن مكان اللعبة ...
و ظل الشك يتنقل من مخبأ إلى الآخر ...
و بقى الحب واقفا لا يدري أين يختبئ ...
فهو لا يقوى على أشواك الصبار و يأنف من الطين ...
و في حيرته لاحت له إحدى الأزهار الرقيقة داعية إيه أن يختبئ فيها ...
فأعجبته الفكرة و انطلق ليستقر بين الأزهار ...
جرى الجنون يبحث كالمجنون ...
و لكن من فرط عدم تركيزه لم يلاحظ أيا من المشاعر الأخرى ...
فوقف يلهث بعد أن أعياه التعب و قد جن جنونه ...
و فجأة ... برز له الحسد من أحد العيون التي تتدفق بالحمم البركانية ...
و أشار إلى مجموعة من الزهور قاصدا أن الحب مختبئ فيها ...
فأمسك الجنون بعصا من الخشب الصلب ...
و من فرط جنونه انقض بها على منطقة الأزهار حيث يختبئ الحب ...
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... عيناي " ...
انتفضت كل المشاعر من مخابئها لترى ماذا فعل هذا المجنون ...
فوجدت الحب و قد فقط عينيه إثر الإصابة بالفرع الخشبي ...
فبكت كل المشاعر على أخيها الحب ...
و حكمة على الجنون أن يعيش بقية حياته مع الحب حتى يدله على الطريق كتكفير عما ارتكب من جرم ...
(((و من يومها ... الحب أعمى ... يقوده الجنون)))[/size][/color]